
أفضل أدوات التخطيط الأسبوعي والشهري
في حياتنا اليومية نسمع كثيرًا عن أهمية التخطيط، لكن قليلًا ما نتوقف لنسأل: هل هناك أسلوب واحد يناسب الجميع؟الحقيقة أن الطبيعة المختلفة لأعمال الناس، وقدراتهم، وظروفهم، تجعل من الصعب جدًا أن يكون هناك نظام واحد مثالي لكل شخص.في هذا المقال سنقدّم دليلًا مبسّطًا لعدة أساليب للتخطيط وتنظيم المهام والأهداف، مع توضيح: مميزات كل أسلوب وعيوبه ومتى يكون هذا الأسلوب هو الأنسب بحيث تستطيع أن تختار الطريقة الأقرب لظروفك وطريقتك في العمل.
لماذا توجد أساليب مختلفة للتخطيط أصلاً؟
السبب بسيط وعميق في نفس الوقت: لا يوجد أسلوب واحد يناسب جميع الأشخاص وكل أنواع الأعمال.بعض الناس طبيعة أعمالهم تتطلّب التركيز على شيء واحد لعدة أيام متتالية.
وآخرون أعمالهم تعتمد على تنفيذ مهام كثيرة في نفس اليوم قدرات الناس على الالتزام والمتابعة مختلفة.
وحتى الشخص نفسه قد يمرّ بفترات يحتاج فيها أسلوبًا مختلفًا عن السابق، من باب التغيير أو كسر الملل أو التكيف مع مرحلة جديدة في حياته لهذا السبب تم تقديم أكثر من أسلوب للتخطيط، ومن الطبيعي أن تظهر أساليب جديدة مع الوقت، لتناسب تنوّع شخصيات الناس وطرق عملهم.
الأسلوب الأول: نظام Simple Scanning
هذا النظام تم تقديمه باعتباره نظامًا بسيطًا للإنجاز، وهو من أسهل الأساليب في إدارة المهام ىفكرة النظام عبارة عن قائمة واحدة مفتوحة ومتجددة للمهام تضيف فيها كل ما تريد إنجازه ثم تختار في كل مرة مهمة للعمل عليها، وفق بعض القواعد البسيطة.متى يكون مناسبًا؟
عندما تكون مهامك متنوعة ومتقاربة في الأهمية، مثل:
الطلاب،الزوجات والأمهات،أو أي شخص لديه أعمال متفرقة دون ترتيب صارم للأولويات. عندما تكون لديك مهام كثيرة متراكمة، وتشعر بالضغط لدرجة أنك لا تبدأ أي شيء.يمكن استخدامه بشكل مؤقت حتى تخفّ حدة التراكم، ثم الانتقال بعد ذلك إلى نظام تخطيط آخر أكثر تنظيمًا.كذلك يعتبر هذا النظام مدخلًا جيدًا لعالم التخطيط: إذا لم تكن تستخدم أي أسلوب سابقًا، وتريد فقط أن ترى تأثير التخطيط على معدل إنجازك،يمكنك البدء بهذا النظام البسيط.
عيب النظام
لا يوفر طريقة واضحة لتحديد الأولويات. اختيارك للمهام يكون غالبًا حسب الرغبة أكثر من الأهمية.
لذلك هو مناسب أكثر عندما تكون أغلب المهام متقاربة في أهميتها، وليس عندما يكون لديك أهداف كبيرة تحتاج لترتيب واضح.
الأسلوب الثاني: دفتر الإنجاز
دفتر الإنجاز أسلوب أعمق من مجرد إدارة مهام يومية؛ لأنه يساعدك على التعامل مع الأهداف وليس فقط الواجبات.فكرة النظام تحدد من خلاله: أهدافًا لعدة شهور أو لعام كامل. ثم تقسّم هذه الأهداف على الأشهر.مع مراجعات أسبوعية وشهرية لمتابعة التقدم. لا يكتفي بأن يسأل: "ماذا سأفعل اليوم؟" بل يسأل: "إلى أين أريد أن أصل خلال الأشهر القادمة؟"
مميزات دفتر الإنجاز يشجعك على المبادرة، لا أن تكتفي برد الفعل. يجعلك تعمل بجد نحو مستقبل أفضل، بدل أن تنشغل بالحاضر فقط يساعدك على الإحساس بمرور الأيام: يمكنك أن تتذكر بسهولة ما فعلته في الشهور الماضية. تكون أكثر وعيًا بحياتك والتغييرات التي تحدث فيها.
عيوب هذا الأسلوب
يحتاج إلى قدر أعلى من الالتزام.
بعض الناس إذا انقطعوا عن استخدامه فترة، يشعرون أن لا فائدة من العودة إليه.
يحتاج إلى شخص يفهم أن التخطيط يحتاج مرونة:
قد تضطر لتغيير بعض الأهداف بعد فترة.
وهذا أمر طبيعي، وليس فشلاً.
للأسف كثيرون يغضبون أو يحبطون عندما يكتشفون أنهم بحاجة لتعديل أهداف كانوا قد كتبوها سابقًا.
الأسلوب الثالث: عامل 12 أسبوعًا
هذا الأسلوب مستوحى من فكرة كتاب يحمل نفس الاسم، ويقدّم حلًّا لمشكلة شائعة معظم الناس لا يحسنون التخطيط لفترات طويلة مثل سنة كاملةفكرة الأسلوب
بدلاً من التخطيط لـ 12 شهرًا، تخطط لـ 12 أسبوعًا فقط.
تحدد أهدافك لهذه الفترة القصيرة.
ثم تحدد بالتفصيل:
ماذا ستفعل كل أسبوع؟
ما التكتيكات التي ستتبعها لتحقيق الأهداف؟
مميزات هذا الأسلوب
قِصر مدة التخطيط:
12 أسبوعًا فترة أقرب للواقع وأسهل على العقل من سنة كاملة.
تحديد تكتيكات واضحة لكل هدف:
تعرف بدقة ما الذي ينبغي عليك فعله يوميًا أو أسبوعيًا لتحقيق هدف معين.
عيوب هذا الأسلوب
يحتاج إلى تفاصيل كثيرة أثناء التخطيط:
تحديد أهداف 12 أسبوعًا.
ثم تقسيمها لأهداف أسبوعية.
ثم وضع تكتيكات محددة.
هذا قد يكون مرهقًا للبعض، خاصة من لا يحب كتابة التفاصيل.
فكرة الأسلوب
تتعامل مع تخطيطك كأنه لعبة: تحدد أهدافك. تضع نظام نقاط.كل تقدم تحققه يمنحك نقاطًا بناءً على مجموع النقاط:
بدلاً من التخطيط لـ 12 شهرًا، تخطط لـ 12 أسبوعًا فقط.
تحدد أهدافك لهذه الفترة القصيرة.
ثم تحدد بالتفصيل:
ماذا ستفعل كل أسبوع؟
ما التكتيكات التي ستتبعها لتحقيق الأهداف؟
مميزات هذا الأسلوب
قِصر مدة التخطيط:
12 أسبوعًا فترة أقرب للواقع وأسهل على العقل من سنة كاملة.
تحديد تكتيكات واضحة لكل هدف:
تعرف بدقة ما الذي ينبغي عليك فعله يوميًا أو أسبوعيًا لتحقيق هدف معين.
عيوب هذا الأسلوب
يحتاج إلى تفاصيل كثيرة أثناء التخطيط:
تحديد أهداف 12 أسبوعًا.
ثم تقسيمها لأهداف أسبوعية.
ثم وضع تكتيكات محددة.
هذا قد يكون مرهقًا للبعض، خاصة من لا يحب كتابة التفاصيل.
الأسلوب الرابع: نظام لعبة الإنجاز
هذا الأسلوب يستفيد من مفهوم اللعب والت gamification لتحويل التخطيط إلى تجربة حماسية.فكرة الأسلوب
تتعامل مع تخطيطك كأنه لعبة: تحدد أهدافك. تضع نظام نقاط.كل تقدم تحققه يمنحك نقاطًا بناءً على مجموع النقاط:
تحصل على جوائز ومكافآت تحددها لنفسك.
مميزات هذا الأسلوب
يجمع بين الجدية والمتعة. يزيد من التحفيز، خاصة عندما تكون بعض أهدافك: غير مشجّعة في ذاتها، أو تحتاج وقتًا طويلًا لإنجازها. مناسب بشكل خاص: للشباب، ولمن يمتلك روحًا تنافسية ويحب التحديات.
عيوب هذا الأسلوب
يحتاج إلى تفاصيل كثيرة: تحديد طريقة حساب النقاط. متابعة النقاط باستمرار. تحديد الجوائز والشروط.
قد يكون مرهقًا للبعض الذين يفضّلون البساطة المباشرة في التخطيط.
فكرة الأسلوب
تحتاج فقط من ربع إلى نصف ساعة في نهاية كل أسبوع (في يوم الإجازة مثلاً).
خلال هذه الجلسة: تراجع ما أنجزته خلال الأسبوع الماضي. تحدد المهام والأهداف للأسبوع القادم.
ما الذي تحتاجه لتطبيقه؟أن تكون لديك فكرة واضحة عن أهدافك العامة: يمكن أن تكون مكتوبة على ورقة معلّقة في مكان ظاهر. أو في ملاحظة على الهاتف.أو في دفتر خاص.الأفضل دائمًا أن تكون مكتوبة، حتى تكون محددة وواضحة، لا مجرد أفكار عامة في الذهن.
متى يكون مناسبًا؟
إذا لم تكن معتادًا على أي نوع من التخطيط. إذا كان الالتزام اليومي صعبًا عليك. إذا أردت بداية بسيطة ومنتظمة تساعدك على تنظيم حياتك خطوة خطوة.
مميزات هذا الأسلوب
يجمع بين الجدية والمتعة. يزيد من التحفيز، خاصة عندما تكون بعض أهدافك: غير مشجّعة في ذاتها، أو تحتاج وقتًا طويلًا لإنجازها. مناسب بشكل خاص: للشباب، ولمن يمتلك روحًا تنافسية ويحب التحديات.
عيوب هذا الأسلوب
يحتاج إلى تفاصيل كثيرة: تحديد طريقة حساب النقاط. متابعة النقاط باستمرار. تحديد الجوائز والشروط.
قد يكون مرهقًا للبعض الذين يفضّلون البساطة المباشرة في التخطيط.
الأسلوب الخامس: التخطيط الأسبوعي
هذا الأسلوب يمكن اعتباره الحد الأدنى من التخطيط الذي يمكن لأي شخص أن يلتزم به.فكرة الأسلوب
تحتاج فقط من ربع إلى نصف ساعة في نهاية كل أسبوع (في يوم الإجازة مثلاً).
خلال هذه الجلسة: تراجع ما أنجزته خلال الأسبوع الماضي. تحدد المهام والأهداف للأسبوع القادم.
ما الذي تحتاجه لتطبيقه؟أن تكون لديك فكرة واضحة عن أهدافك العامة: يمكن أن تكون مكتوبة على ورقة معلّقة في مكان ظاهر. أو في ملاحظة على الهاتف.أو في دفتر خاص.الأفضل دائمًا أن تكون مكتوبة، حتى تكون محددة وواضحة، لا مجرد أفكار عامة في الذهن.
متى يكون مناسبًا؟
إذا لم تكن معتادًا على أي نوع من التخطيط. إذا كان الالتزام اليومي صعبًا عليك. إذا أردت بداية بسيطة ومنتظمة تساعدك على تنظيم حياتك خطوة خطوة.
الأسلوب السادس: التخطيط اليومي بنظام الجلسات
هذا الأسلوب يركّز على اليوم الواحد، ولذلك فهو مكمل وليس بديلًا للأساليب السابقة.فكرة الأسلوب
تقسّم يومك إلى جلسات عمل: كل جلسة مدتها زمن محدد (مثلاً 25–50 دقيقة). بين كل عدة جلسات توجد استراحة. التركيز في هذا الأسلوب يكون على:الوقت الذي تبذله،وليس على عدد المهام التي تنهيها.
مميزات هذا الأسلوب
يركّز على السعي أكثر من النتائج:بدلاً من إلزام نفسك بإنهاء عدد معين من المهام،تلتزم بقضاء عدد معين من الجلسات في العمل.يقلّل من الضغط النفسي:لأنك لا تشترط إنهاء مهمة كاملة في جلسة واحدة.مناسب جدًا لمن يعاني من التسويف:
وجود جلسات قصيرة مع فترات راحة يجعل البداية أسهل.ويجعل التسويف أقل.
عيوب هذا الأسلوب
قد لا يكون مناسبًا لبعض أنواع المهام التي تحتاج فترات تركيز طويلة جدًا.في هذه الحالة يمكن:زيادة مدة الجلسة،أو دمج جلستين متتاليتين في مهمة واحدة.يمكن الجمع بين هذا الأسلوب وبين أساليب أخرى مثل:دفتر الإنجاز،لعبة الإنجاز، التخطيط الأسبوعي.
بحيث تستخدم اليومي بنظام الجلسات كأداة تنفيذ، والأساليب الأخرى كإطار أكبر لتحديد الأهداف.
خاتمة: كيف تختار الأسلوب المناسب لك؟
بعد استعراض هذه الأساليب المختلفة، تبقى الخطوة الأهم لا تحاول استخدام كل الأساليب مرة واحدة.ابدأ بسؤال نفسك: ما هي طبيعة حياتي وأعمالي الآن؟ هل أحتاج شيئًا بسيطًا لأخرج من حالة الفوضى والتراكم؟
جرّب نظام Simple Scanning أو التخطيط الأسبوعي. هل أريد أن أرتّب حياتي على مستوى الشهور والسنوات؟
جرّب دفتر الإنجاز أو عامل 12 أسبوعًا. هل أجد صعوبة في التحفيز وأحب روح اللعب والتحدي؟
جرّب لعبة الإنجاز. هل مشكلتي في ضياع اليوم نفسه؟ جرّب التخطيط اليومي بنظام الجلسات. الأهم من الأسلوب نفسه هو أن:تبدأ بما يناسبك الآن،
وتمنح نفسك فرصة للتجربة،
وتسمح لنفسك بتعديل الأسلوب أو تغييره عندما تتغيّر ظروفك.
بهذه الطريقة يتحوّل التخطيط من عبء ثقيل إلى أداة تساعدك على عيش حياة أوضح، وأكثر تنظيمًا، وأقرب لما تتمنى أن تكون عليه.